لماذا ارتفعت أسعار الشحن البحري في الآونة الأخيرة؟

قفزت أسعار الشحن العالمية خلال الأشهر الماضية إلى مستويات غير مسبوقة، لكن تُرى: لماذا ارتفعت أسعار شحن البضائع والسيارات في الآونة الأخيرة؟ وما سبب ارتفاع أسعار شحن السفن بشكل عام؟ قد حذر المستوردون وعمال النقل الدولي من تأثير هذه الزيادة على أسعار السلع المستوردة في السوق المحلية.

في الحقيقة، شهدت أسعار الشحن زيادات منذ بداية أزمة فيروس كورونا وتوقفت حركة التجارة. لكن منذ نهاية نوفمبر الماضي سجلت ارتفاعًا كبيرًا وصل إلى مستويات قياسية، مما تسبب في أزمة عالمية في مجال الشحن.

ما معدل ارتفاع أسعار الشحن في الفترة الأخيرة

دعونا نوضح ونقول إذا كانت تكلفة حاوية 20 قدمًا قادمة من الصين إلى موانئ البلاد قبل الوباء حوالي 800 دولار، فقد وصلت الآن بعد الوباء إلى خمسة أضعاف. أي ما يقرب من 4000 دولار ، ولا تزال الأرقام في زيادة غير مسبوقة.

كان لارتفاع تكلفة الشحن أثر كبير في مختلف قطاعات العمل، فمثلاً ارتفعت أسعار اللحوم في المطاعم، وازدادت أسعار مواد البناء، وأمثلة كثيرة أخرى. من المؤكد أن ارتفاع أسعار الشحن سيؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي ويزيد من معدل التضخم.

ما هو سبب ارتفاع اسعار شحن البضائع و السيارات بشكل عام؟

هناك عدة عوامل ساعدت في هذا الارتفاع، ونذكر منها ما يلي:

انخفاض الإنفاق على السياحة ساهم في ارتفاع اسعار الشحن

أرباح قطاع السياحة والسفر على مدار العام بلغت 2.9 تريليون دولار خلال عام 2019، بحسب موقع Statista .لكن مع الوباء توقفت الشركات والأفراد عن الإنفاق في هذا القطاع، وهذا واضح في البيانات المالية للقطاع، حيث أعلنت الشركات الكبرى عن خسائرها بالمليارات. الشركات والأفراد الذين كانوا ينفقون الأموال في قطاع السفر، استبدلوا تلك النفقات بمشتريات ملموسة. على سبيل المثال، ضاعفت أمازون إيراداتها وأرباحها وقت انتشار الوباء، حيث تضاعفت أرباحها من 11 مليار دولار في عام 2019 إلى 22 مليار دولار في عام 2020.

إذا أنفق الفرد عشرة آلاف درهم على السفر، بعد الوباء، فإنه يشتري مستلزمات المنزل، مثل الأثاث أو المعدات الإلكترونية أو أي شيء آخر ملموس. كل ما هو ملموس، سواء كان مصنعًا أو زراعيًا أو خامًا، يحتاج إلى الحركة.

التواصل عن بعد أدى لارتفاع معدل اسعار الشحن

وينطبق الشيء نفسه على نفقات الشركات ومكاتب السفر في قطاع العمل، والتي استبدلت هذه النفقات بشراء معدات للاتصال عن بعد. باختصار، زادت المشتريات عالميًا، لكن هل زاد عدد السفن والحاويات التي تقوم بشحن البضائع؟

عدم الاستثمار في بناء السفن وتصنيع الحاويات

ويشير واقع الحال إلى أن شركات الحاويات البحرية لم تستثمر جهودها في بناء سفن جديدة أو في تصنيع حاويات جديدة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الشحن. انعكست الزيادة في أسعار الشحن على الإيرادات والأرباح.

وبحسب تقرير موقع "فالينر"، تضاعف إجمالي أرباح تسعة خطوط ملاحية ثلاث مرات. في عام 2019، بلغ إجمالي أرباح الخطوط التسعة 4.8 مليار دولار، بينما بلغت العام الماضي 15.1 مليار دولار.

وسجلت شركة مثل شركة "ميرسك" الدنماركية للنقل البحري صافي ربح قدره 2.9 مليار دولار في عام 2020. وبحسب التقارير المتداولة، تتوقع الشركة تسجيل أرباح صافية تقدر ما بين 10 و 12 مليار دولار هذا العام.

بهذه الأعداد الهائلة من أرباح الخطوط البحرية، بدأت هذه الشركات في توقيع اتفاقيات مع مصانع بناء السفن. وهذا منذ الربع الأخير من عام 2020 والربع الأول من عام 2021، ومن المتوقع أن تدخل هذه السفن الخدمة خلال السنوات الثلاث المقبلة.

أما أسعار شحن الحاويات والسيارات فستكون مرتفعة، بسبب بطء دخول السفن الجديدة إلى سوق الشحن. والسبب الآخر هو بطء عودة سوق السياحة، والذي سيكون بديلاً عن نفقات الأفراد والشركات.

لكن في ظل هذا التزايد الرهيب في أسعار الشحن البحري العالمية، تسعى الفارس لخدمات الشحن لتسيهل حركة النقل و الشحن الدولي و العمليات اللوجستية و ايجاد الحلول المناسبة لعملائها في الامارات، الخليج العربي، الشرق الأوسط و العالم، بأفضل الأسعار التنافسية.


عضوية معتمدة

شبكاتنا العالمية