هل يمكن شحن سيارة مع أغراضي الشخصية من الامارات؟

كثير من المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتساءلون عند الاستعداد للعودة إلى بلدانهم أو عند الانتقال إلى بلد جديد: هل يمكن شحن السيارة الخاصة بهم مع الأغراض الشخصية داخلها؟ هذا السؤال يطرح نفسه بشدة لما يمثله من أهمية عملية واقتصادية، خصوصًا لمن يريد الاستفادة من مساحة السيارة لشحن ملابسه أو أدواته المنزلية أو مقتنياته الخاصة بدلاً من تحمل تكلفة شحنها بشكل منفصل. لكن الإجابة على هذا السؤال ليست بسيطة، إذ تختلف القوانين والإجراءات حسب وسيلة الشحن المستخدمة، سواء كانت برية أو بحرية. وبينما يبدو الأمر مستحيلًا عبر الشحن البري بسبب القوانين الجمركية والقيود الأمنية، فإن الشحن البحري يفتح بابًا أوسع لتحقيق ذلك، ولكن وفق شروط محددة وإجراءات يجب معرفتها بدقة قبل اتخاذ أي خطوة.

الفرق بين الشحن البري والبحري

أولًا: الشحن البري – قيود صارمة ومنع تام للأغراض الشخصية داخل السيارة

الشحن البري هو الوسيلة التقليدية لنقل المركبات بين الدول التي ترتبط ببعضها من خلال شبكة طرق برية، وغالبًا ما يُستخدم عند الانتقال بين دول الخليج أو من الخليج إلى بلاد الشام. ورغم سهولة التنظيم من حيث الزمن والتكلفة في بعض الحالات، إلا أن هذه الطريقة تفرض قيودًا صارمة على ما يمكن وضعه داخل السيارة. فمعظم المنافذ الحدودية تمنع بشكل قاطع وجود أي أغراض أو مقتنيات شخصية داخل المركبة المشحونة برًا، سواء كانت ملابس، أجهزة كهربائية، أو حتى صناديق صغيرة.

تأتي هذه الصرامة نتيجة اعتبارات أمنية وجمركية مشددة، حيث تُجرى عمليات تفتيش دقيقة عند المعابر البرية، ويتم التعامل مع كل محتوى السيارة كمحتوى قد يكون مخالفًا أو غير مصرّح به. بعض الدول تفرض غرامات فورية، أو قد ترفض إدخال السيارة نهائيًا إذا وُجدت فيها أغراض، ما قد يسبب خسائر كبيرة لصاحب الشحنة. ولهذا السبب، ترفض معظم شركات الشحن البري تحميل أي سيارة تحتوي على محتويات إضافية، وتُلزم العميل بتسليم السيارة فارغة تمامًا كما لو كانت جديدة.

ثانيًا: الشحن البحري – مرونة أكبر وإمكانية شحن الأغراض داخل السيارة بشروط

في المقابل، يوفر الشحن البحري درجة أكبر من المرونة للأشخاص الراغبين في شحن سياراتهم من الإمارات إلى دول أخرى، خاصة عندما يتعلق الأمر بنقل الأغراض الشخصية مع السيارة. وتُعتبر الحاويات هي الخيار الأكثر شيوعًا في هذه الحالة، حيث توضع السيارة داخل حاوية معدنية مغلقة، ويتم استغلال المساحة المتبقية حولها لتعبئة صناديق أو أكياس أو معدات منزلية، بشرط أن تكون مصنفة بشكل واضح ومقبولة من الناحية الجمركية.

ولكن هذه المرونة لا تعني غياب القوانين، بل تفرض شركات الشحن البحري جملة من الشروط لتأمين الشحنة وضمان سلامتها. من بين هذه الشروط ضرورة تقديم بيان مفصل بمحتويات الأغراض الموجودة داخل السيارة، والتأكد من أنها ليست ممنوعة أو قابلة للاشتعال أو التخزين غير الآمن. كما تُشترط أحيانًا تغطية الشحنة بتأمين بحري ضد التلف أو الفقدان، لا سيما وأن مسؤولية الشركة غالبًا ما تقتصر على المركبة ذاتها دون المحتوى الداخلي ما لم يُصرّح عنه بوضوح.

وفي حال تم استخدام نظام الشحن المعروف باسم "RORO" (Roll-on/Roll-off)، حيث يتم قيادة السيارة إلى السفينة مباشرة، فلا يُسمح بأي حال من الأحوال بوجود أغراض داخلها، لأن السيارة في هذه الحالة تُشحن بشكل مكشوف، وتكون عرضة للتفتيش أو التلف أو السرقة، مما يجعل وجود المحتويات خطرًا على العملية بأكملها.

ثالثًا: الاختيار بين الطريقتين يعتمد على الوجهة واحتياجات العميل

في نهاية المطاف، يتوقف الخيار بين الشحن البري والبحري على عدة عوامل، أبرزها الدولة التي تُشحن إليها السيارة، وطبيعة الأغراض المراد إرسالها، ومدى استعداد العميل لتحمل تكلفة الشحن بالحاوية البحرية. ففي حين يبدو الشحن البري أسرع وأقل تكلفة على الورق، إلا أنه لا يناسب من يرغب في دمج شحن أغراضه الشخصية مع مركبته. أما الشحن البحري، فرغم ما يتطلبه من إجراءات وترتيبات إضافية، إلا أنه يظل الخيار الأنسب والأكثر أمانًا لمن يخطط لنقل سيارته مع بعض محتوياته المنزلية أو الشخصية من الإمارات إلى وجهة خارجية بعيدة مثل مصر، لبنان، السودان، أو أي من الدول الأفريقية والآسيوية التي تُستقبل عبر الموانئ.

أسباب منع شحن الأغراض الشخصية داخل السيارة عند الشحن البري:

أولًا: القوانين الجمركية الصارمة في بعض الدول

من أبرز الأسباب التي تجعل شحن السيارة مع الأغراض داخلها عبر الطرق البرية أمرًا مرفوضًا، هو التشدد الجمركي الذي تفرضه العديد من الدول، خصوصًا في المنطقة العربية. فالجمارك في بعض الدول تتعامل مع كل شحنة تمر عبر حدودها على أنها مدخلة لسلع، ما يعني ضرورة إخضاعها للفحص الكامل، والتصريح عن كل ما تحتويه، وربما دفع رسوم أو جمارك إضافية عليها. وفي حال كانت السيارة محملة بأغراض لم يتم التصريح عنها بشكل دقيق أو موثّق، يتم التعامل مع هذه الأغراض على أنها تهريب جمركي، مما قد يعرض صاحب الشحنة لغرامات مالية، أو حتى مصادرة السيارة أو حجزها لفترة طويلة. هذه القوانين لا تتهاون، ولا تُميز بين نوايا حسنة أو سيئة، بل تطبق حرفيًا وبدون استثناء.

وتزداد هذه التشديدات إذا كانت الأغراض المشحونة ذات طابع شخصي غير موحد أو غير مُغلف بطريقة منظمة، مثل الملابس المبعثرة أو الإلكترونيات الصغيرة، حيث يُنظر إليها بريبة لسهولة استخدامها في التهريب. ولهذا السبب، تُفضل الجهات الجمركية أن تكون السيارة خالية تمامًا من أي محتوى داخلي لضمان الشفافية الكاملة في الإجراءات.

ثانيًا: اعتبارات الأمن والتفتيش على الحدود البرية

الشحن البري يخضع لإجراءات أمنية معقدة تبدأ من نقطة الانطلاق ولا تنتهي إلا بعد دخول السيارة للبلد المستلم. ومن الطبيعي أن يُنظر إلى وجود أغراض داخل السيارة على أنه تهديد محتمل، خصوصًا في ظل تزايد حالات تهريب الممنوعات أو استخدام المركبات في عمليات مشبوهة. ولهذا تُفرض إجراءات تفتيش مشددة في المعابر الحدودية، وغالبًا ما يتم فتح كل سيارة وفحصها يدويًا وأحيانًا باستخدام الكلاب البوليسية أو أجهزة الأشعة، وفي حال تم العثور على أغراض غير مصرّح بها أو غير مفهومة الغرض، يتم حجز السيارة فورًا، وقد يتعرض صاحبها للاستجواب والتحقيق.

هذه الاحتياطات لا تأتي من فراغ، فهي تهدف إلى منع تهريب المخدرات أو السلاح أو المواد المحظورة، والتي يمكن إخفاؤها بسهولة داخل صناديق أو أكياس شخصية. وبالتالي، تضع الجهات المسؤولة شرطًا واضحًا لا يحتمل التأويل: لا يُسمح بوجود أي أغراض داخل السيارة عند الشحن البري، حمايةً للأمن العام وضمانًا لسلامة الحدود.

ثالثًا: اختلاف السياسات بين الدول المجاورة وتعقيد التنقل عبر أكثر من حدود

من التحديات الأخرى التي تجعل من شحن السيارة محملة بالأغراض برًا أمرًا شبه مستحيل، هو اختلاف السياسات الجمركية والأمنية من دولة إلى أخرى، حتى بين الدول المتجاورة. فعلى سبيل المثال، ما يُسمح به في نقطة الانطلاق، قد لا يُقبل في نقطة العبور أو في الدولة المستقبلة. وقد تضطر الشحنة إلى المرور عبر أكثر من معبر حدودي، وكل معبر له قواعده الخاصة ونظرته المختلفة لمفهوم "الأغراض الشخصية". هذا الاختلاف يعقّد الإجراءات ويجعل نجاح عملية النقل محفوفًا بالمخاطر، حتى وإن تمت الموافقة عليها مبدئيًا.

كما أن بعض الدول تطبّق ما يُعرف بـ"المعاملة بالمثل" في الإجراءات، فإذا كانت الدولة القادمة منها الشاحنة لا تسمح بشحن الأغراض الشخصية، فإن الدولة المستقبلة قد تفرض إجراءات ردعية أو تعقيد إضافي على الشحنات الواردة منها. وكل هذا يجعل من الشحن البري خيارًا غير عملي أو غير مضمون لمن يفكر في استغلال مساحة سيارته لنقل متعلقاته الشخصية.

متى يُسمح بشحن الأغراض داخل السيارة؟ من خلال الشحن البحري

أولًا: الشحن عبر الحاويات (Container Shipping) – الطريقة المثالية لشحن السيارة مع الأغراض

عندما يتعلق الأمر بشحن السيارة مع الأغراض الشخصية من الإمارات، فإن الشحن عبر الحاويات يُعتبر الخيار الأكثر مرونة وأمانًا. في هذا النظام، تُوضع السيارة داخل حاوية معدنية مغلقة – وغالبًا ما تكون بطول 20 قدمًا أو 40 قدمًا – ويُتاح للعميل استغلال المساحة المتبقية حول السيارة لتعبئة الصناديق، الحقائب، الأجهزة، أو حتى الأثاث الشخصي. وهذا ما يجعل هذا النوع من الشحن مثاليًا للراغبين في الانتقال الدائم أو شحن ممتلكاتهم الخاصة جنبًا إلى جنب مع السيارة.

ولكن رغم هذه المرونة، هناك شروط يجب الالتزام بها. فشركات الشحن تطلب دائمًا قائمة مفصلة بمحتوى الأغراض المشحونة داخل الحاوية، وتحرص على التأكد من خلوها من المواد المحظورة أو القابلة للاشتعال أو التي تخضع لقيود جمركية. كما أن هناك إرشادات بشأن كيفية ترتيب الأغراض داخل الحاوية لتفادي التلف أثناء الحركة أو التكدس غير الآمن. وقد يُطلب من العميل توثيق الأغراض عبر التصوير أو إعداد بيان شحن مفصل لتسهيل التخليص الجمركي عند الوصول.

الميزة الكبرى في استخدام الحاويات تكمن في عامل الأمان والخصوصية، إذ تبقى السيارة والمحتويات داخلها في وضع مغلق طيلة الرحلة البحرية، ولا يتم فتح الحاوية إلا في ميناء الوصول أو بحضور المالك، مما يضمن سلامة الممتلكات ويقلل من خطر التلف أو السرقة. كما يُعد هذا الخيار مناسبًا لمن يشحنون السيارة إلى دول تعتمد على الموانئ بشكل أساسي مثل مصر، لبنان، السودان، وبعض دول شمال أفريقيا.

ثانيًا: الشحن بنظام RORO (Roll-on/Roll-off) – خيار عملي ولكن بدون محتويات داخل السيارة

نظام RORO، والذي يعني "Roll-on/Roll-off"، هو طريقة شحن تُستخدم لنقل السيارات والمركبات على متن سفن مخصصة لهذا الغرض. في هذا النظام، تُقاد السيارة إلى داخل السفينة عبر منحدر مخصص، وتُربط في مكانها، ثم تُخرج بنفس الطريقة عند الوصول. يُفضل هذا النوع من الشحن بسبب بساطته وسرعته وانخفاض تكلفته مقارنة بالحاويات، خاصةً في حالات شحن المركبات الجديدة أو الخالية من المحتويات.

ولكن عندما نتحدث عن شحن الأغراض داخل السيارة، فإن نظام RORO لا يُعد مناسبًا إطلاقًا. في الغالب، تمنع شركات الشحن البحري كليًا وضع أي أغراض داخل السيارة في هذا النوع من النقل، لأن المركبة تظل مكشوفة جزئيًا وتخضع لتفتيش من الطاقم أو الجمارك في أكثر من مرحلة. كما أن طبيعة النظام تجعل السيارة أكثر عرضة للاهتزازات والاصطدامات البسيطة، مما قد يؤدي إلى تلف الأغراض داخلها أو تحركها بشكل غير آمن أثناء الرحلة.

بالإضافة إلى ذلك، وبسبب عدم وجود حاوية مغلقة، تزداد احتمالية السرقة أو التلف، ولا تتحمل شركات الشحن عادة أي مسؤولية عن المحتوى الداخلي. ولهذا السبب، يُشترط أن تكون السيارة فارغة تمامًا، باستثناء المعدات الأصلية التابعة لها مثل الإطار الاحتياطي أو أدوات الصيانة الأساسية. 

ثالثًا: كيف تختار بين النظامين حسب حاجتك؟

الاختيار بين الشحن عبر الحاويات أو بنظام RORO يتوقف بشكل كبير على طبيعة الشحنة واحتياجات العميل. إذا كنت تنوي فقط شحن السيارة دون أي محتويات إضافية، أو كانت التكلفة المحدودة هي العامل الأهم، فإن نظام RORO يُعد خيارًا مناسبًا. أما إذا كنت ترغب في شحن متعلقاتك الشخصية أو تجهيزات منزلك مع السيارة، وتبحث عن الأمان والخصوصية، فإن الحاويات هي الخيار الأنسب لك.

من المهم دائمًا التواصل مع شركة الشحن وطلب استشارة مفصلة، لأن بعض الخطوط البحرية لا تدعم سوى نوع واحد من الشحن، كما أن الشروط قد تختلف من دولة إلى أخرى. وفي كل الأحوال، ينبغي التأكد من توثيق الأغراض جيدًا والتأمين عليها إن لزم الأمر، لتجنب أي مفاجآت أثناء عملية النقل.

شروط وإجراءات شحن الأغراض داخل السيارة بحراً

أولًا: توثيق محتويات السيارة بدقة – الخطوة الأولى لتفادي المشكلات

عند شحن السيارة محملة بالأغراض الشخصية عبر البحر، فإن أول وأهم خطوة مطلوبة من العميل هي توثيق محتويات السيارة بدقة. هذا التوثيق لا يُعد مجرد إجراء روتيني، بل هو عامل أساسي لتأمين الشحنة ولتفادي أي إشكاليات جمركية أو قانونية عند الوصول إلى بلد المقصد. يجب على العميل إعداد قائمة مفصّلة بالأغراض الموجودة داخل السيارة، سواء كانت صناديق، حقائب، أدوات منزلية، ملابس، أو حتى إلكترونيات صغيرة.

وتُفضل شركات الشحن أن تكون هذه الأغراض مرتبة في صناديق مغلقة ومرقّمة، مع ذكر وصف مبسط لمحتويات كل صندوق. يُمكن توثيق هذه الأغراض إما عبر نموذج جمركي يتم تعبئته قبل الإرسال، أو من خلال صور وفيديوهات تُظهر الأغراض وهي تُوضع داخل السيارة. هذا التوثيق لا يسهل فقط عملية التخليص الجمركي لاحقًا، بل يُشكل مرجعًا رسميًا في حال حدوث تلف أو فقدان، ما يُمكّن العميل من المطالبة بالتعويض.

من دون هذا التوثيق، يمكن أن تتعامل الجمارك أو شركة الشحن مع الأغراض على أنها غير مصرّح بها، مما يُعرضها للتفتيش اليدوي، أو حتى المصادرة إذا شُك بسلامتها أو مشروعيتها.

ثانيًا: الالتزام الصارم بعدم شحن المواد المحظورة أو القابلة للاشتعال

من الشروط الأساسية التي تفرضها جميع شركات الشحن البحري – دون استثناء – هو منع شحن أي مواد محظورة أو خطرة داخل السيارة. تشمل هذه المواد على سبيل المثال لا الحصر: البنزين أو السوائل القابلة للاشتعال، البطاريات المنفصلة، الأجهزة التي تحتوي على غازات مضغوطة، المبيدات، الأسلحة البيضاء أو النارية (حتى المسموح بها قانونًا)، أو المواد الغذائية ذات الروائح القوية أو التي قد تفسد أثناء النقل.

السبب في هذا الحظر يعود إلى طبيعة النقل البحري، حيث تتعرض الحاويات لتغيرات في الضغط والحرارة والرطوبة، ما يجعل أي مادة قابلة للاشتعال أو التلف خطرًا حقيقيًا على كامل الشحنة، وقد يؤدي إلى إلحاق الضرر بمحتويات الحاوية أو بالحاويات المجاورة.

لذلك، يُطلب من العميل التوقيع على إقرار أمني ينص على عدم وجود أي مواد خطرة أو محظورة ضمن الأغراض التي تم وضعها داخل السيارة. وفي حال تم اكتشاف وجود أي من هذه المواد أثناء الفحص الجمركي أو في الميناء، فإن الشحنة قد تتعرض للتأخير أو المصادرة، بل وقد يُحاسب العميل قانونيًا إذا ثبت أنه حاول إخفاء تلك المواد.

ثالثًا: شركة الشحن غير مسؤولة عن الأغراض غير المصرّح بها

من النقاط التي يغفل عنها كثير من العملاء، هي أن شركات الشحن البحري لا تتحمل أي مسؤولية عن الأغراض التي يتم وضعها داخل السيارة ولم يتم التصريح عنها مسبقًا أو توثيقها رسميًا. فإذا تم وضع صناديق أو أدوات أو مقتنيات خاصة داخل السيارة دون الإبلاغ عنها في بيان الشحن، فإن هذه المحتويات تُعتبر غير مؤمّنة، ولا تُغطيها بوليصة التأمين في حال فقدانها أو تلفها.

وقد تنص العقود التي توقعها شركات الشحن بوضوح على أن المسؤولية تنحصر فقط في السيارة نفسها كهيكل وملكية، دون النظر إلى أي أغراض داخلها ما لم تُذكر بشكل مفصّل. بل إن بعض الشركات ترفض حتى فتح باب النقاش أو الاستفسار حول أي محتوى لم يتم تسجيله في المستندات الرسمية وقت الشحن.

لذلك، على العميل أن يكون دقيقًا وصريحًا في التعامل مع شركة الشحن منذ البداية، وأن يطلب نسخة من بوليصة التأمين ليتأكد من البنود التي تغطي المحتويات داخل السيارة. كما يُنصح بالتعامل مع شركات موثوقة تتيح خيارات تأمين إضافية تشمل الأغراض الشخصية، خاصةً إذا كانت هذه الأغراض ذات قيمة مالية أو معنوية كبيرة.

نصائح هامة قبل شحن السيارة مع الأغراض الشخصية:

أولًا: اختيار شركة شحن موثوقة وذات خبرة – حجر الأساس لعملية ناجحة

الخطوة الأهم على الإطلاق قبل التفكير في شحن السيارة مع الأغراض الشخصية هي اختيار شركة شحن موثوقة وذات خبرة فعلية في هذا النوع من العمليات. فليس كل شركة شحن مؤهلة للتعامل مع شحن المركبات المحمّلة بمحتويات شخصية، لأن هذا النوع من الشحن يتطلب معرفة دقيقة بالقوانين الجمركية، وأساليب الترتيب، ومتطلبات السلامة، إضافة إلى الإجراءات المعقدة في الموانئ.

عند اختيار شركة الشحن، من المهم أن تطّلع على سجلها في السوق، وآراء العملاء السابقين، ومدى قدرتها على تقديم حلول متكاملة تشمل التعبئة، التغليف، التأمين، والتخليص الجمركي. كما يُستحسن اختيار شركة توفر خيار تتبع الشحنة وتحديثات منتظمة حول موقع السيارة ومراحل رحلتها. الشركة ذات الخبرة ستوفر لك نصائح مفصلة، وتجنبك الوقوع في أخطاء شائعة قد تؤدي إلى تأخير أو مصادرة الشحنة.

ثانيًا: التأكد من القوانين الجمركية في الدولة المستقبلة – لا تفترض، تحقق

الكثير من المسافرين يفترضون أن ما هو مسموح في بلد الشحن مسموح أيضًا في بلد الوصول، ولكن هذا الافتراض خاطئ وقد يكون مكلفًا. كل دولة لها قوانينها الجمركية الخاصة، وقد تختلف بشكل كبير حتى بين دول متجاورة. لذلك، من الضروري أن تستفسر عن اللوائح الجمركية في الدولة التي تستقبل السيارة، خصوصًا فيما يتعلق بنوعية الأغراض المسموح بإدخالها مع السيارة، وهل يتم فرض ضرائب أو رسوم على الأمتعة، وهل هناك حاجة إلى تصاريح مسبقة لبعض المحتويات.

بعض الدول لا تُمانع دخول الأغراض الشخصية داخل السيارة طالما أنها مخصصة للاستخدام غير التجاري، في حين أن دولًا أخرى قد تُصادر الشحنة أو تفرض رسومًا باهظة على المحتويات، حتى لو كانت مستعملة. لذلك، عليك إما التواصل مباشرة مع الجمارك في الدولة المستقبلة، أو الاستعانة بشركة شحن لديها معرفة دقيقة بهذه التفاصيل.

ثالثًا: ترتيب الأغراض داخل السيارة بشكل آمن – التنظيم يُجنّبك الخسارة

طريقة ترتيب الأغراض داخل السيارة تُعد عاملًا حاسمًا في الحفاظ على سلامة ممتلكاتك أثناء رحلة الشحن البحري، التي قد تمتد لأسابيع وتتعرض خلالها الحاويات لحركة عنيفة من الأمواج والاهتزازات. لذلك، يجب أن تُرتب الأغراض بشكل منظم وآمن داخل السيارة، بحيث لا تتحرك أو تنكسر أثناء النقل.

يُفضل وضع الأغراض الثقيلة في الأسفل، وتثبيتها جيدًا باستخدام أحزمة أو فواصل، بينما توضع الأغراض القابلة للكسر أو الحساسة في صناديق مبطنة بالفوم أو البطاطين. من المهم أيضًا ترك مساحة مناسبة حول الأغراض وعدم تكديسها في أماكن خطرة مثل المقعد الأمامي أو تحت دواسات القيادة، كما يجب التأكد من أن الأغراض لا تُعيق رؤية لوحة القيادة أو تقنيات الأمان داخل السيارة.

إذا كانت السيارة تُشحن داخل حاوية، فإن الترتيب السليم يضمن أيضًا سهولة إدخال السيارة وإخراجها دون الإضرار بمحتوياتها، كما يُساعد موظفي الجمارك على فحصها بسلاسة دون الحاجة إلى إعادة ترتيب كل شيء.

رابعًا: تصوير الأغراض قبل الإغلاق – التوثيق مفتاحك عند الحاجة

من أكثر الخطوات العملية أهمية قبل شحن السيارة محملة بالمحتويات، هو توثيق الأغراض داخل السيارة عبر التصوير الكامل. هذا التوثيق يُعد بمثابة دليل مرئي يُثبت ما تم وضعه داخل السيارة، في حال حدوث أي ضرر أو فقدان أثناء عملية الشحن أو في الميناء.

ينصح بتصوير كل زاوية من زوايا السيارة، بما في ذلك صندوق الأمتعة، المقاعد الخلفية، وأي صناديق ظاهرة. ويفضل أن تُوثّق الصور أو مقاطع الفيديو بتاريخ واضح، مع سرد محتويات كل صندوق أو حقيبة بشكل كتابي. هذا التوثيق يُسهل أيضًا على شركة التأمين التعامل مع أي مطالبة لاحقة، كما يُساعد موظفي الجمارك على التأكد من عدم وجود مواد محظورة دون الحاجة إلى تفريغ كامل محتوى السيارة.

إذا كانت شركة الشحن توفر خدمة "تصوير قبل الغلق"، فاحرص على طلب نسخة من الصور الرسمية المأخوذة بعد تحميل السيارة داخل الحاوية. وجود هذا النوع من الإثبات يحميك قانونيًا وماليًا في حال حدوث أي إهمال أو خطأ من طرف شركة الشحن أو الجمارك.


عضوية معتمدة

شبكاتنا العالمية